هل حليب الأطفال الصناعي مناسب لإرضاع صغار الأرانب الجائعة والمتخلى عنها؟

هو أمر شائع داخل المرانب أن تحرم صغار الأرانب المولودة حديثا من حليب أمها وتسقط ضحية للجوع، وأسباب هذه الظاهرة عديدة لكن أكثرها شيوعا هو الظهور المفاجئ لالتهاب الضرع عند الأنثى المرضعة حيث أن لمسة خفيفة لحلمة الضرع المصاب من طرف الخرنق قد تسبب ألاما حادة للأم ورد فعل عدواني من طرفها، في مناسبات كثيرة قد تستطيع الأنثى المصابة تجنب تطور المرض في منحاه الخطير وتتعافى منه لكن الصغار قد تبقى على جوعها الى ينال منها ويرديها إن لم يتدارك المربي هذا المشكل ويجد الحلول الكفيلة على إخراج الرضع من هذا المأزق الغير محسودة عليه..

في الواقع يكون لزاما على المربي في مثل هذه الحالات أن يقوم بعلاج هذا المشكل وبشكل عاجل حتى لا يتم استنزاف الجسد الصغير للخرنق المسكين وجفافه إلى الحد المميت، كل ساعة تأخر عن حل هذه المعظلة قد تكون كفيلة بتعجيل نفوق الجياع فليس هناك الكثير من الخيارات وتعد أفضل طريقة يمكن للمربي أن يقوم بها هي القيام بعملية تبني الصغار المتخلى عنهم حيث يتم نقلهم إلى عش أنثى مرضعة أخرى ويتم قبولهم كباقي صغارها الرضع، وإن نجح هذا الفعل فلا يمكنني إلا أن أقول عنك أنك محظوظ جدا أخي المربي ومن أجل هذا النجاح يكون من الضروري ألا يكون فارق العمر كبيرا بين صغار التبني والصغار المستقبلين وأن لا يتعدى الأربعة أيام..

إرضاع الأرانب الصغار بحليب الاطفال الصناعي

عند بعض المربين خصوصا الصغار منهم يمكن أن تكون هذه الطريقة غير ممكنة! عندها نتجه صوب حل آخر ثم نبدأ في البحث عن بديل لحليب الأم المرضعة، ويعتبر حليب الماعز هو الأقرب في التركيب ومحتوى الدهون كما أن معدل بقاء الصغار على قيد الحياة يكون مرتفعا عند استخدامه بالمقارنة مع حليب حيوانات أخرى، لكن قد هنا أيضا قد لا تجري الرياح بما تشتهي السفن وتبدأ المشاكل في البزوغ والتي تتجلى في الغالب في صعوبة العثور على مزرعة للماعز بالقرب من مزرعة الأرانب أو حتى الاتفاق على شراء حليب كافي لعدد الصغار المتخلى عنهم مع العلم أن حليب البقر المبستر الذي يباع في متاجر التغذية العامة لا ينفع في شيء بسبب افتقاره إلى بكتيريا “البيفيدو” الصديقة والمقوية لمناعة الرضع وكذلك “العصيات اللبنية” الضرورية لرضاعة ناجحة..

عند استنفاذ جميع الحلول المذكورة يبقى الخيار الوحيد لإنقاذ الخرانق الجوعى هو التوجه إلى الصيدلية أو “السوبر ماركت” وشراء حليب الأطفال الرضع الذين لا يتجاوز سنهم الستة أشهر، حيث أن هذا الحليب سيكون بديلا ممتازا لحليب ضرع أنثى الأرنب فهو أكثر ملاءمة في تركيبته للحليب الطبيعي وبالأخص في محتوى الدهون والعناصر المغذية وكذلك توفره على البكتيريا المفيدة للهضم، لكن لإعطاء عناية إضافية مع ماتحمله من إرضاء لجسم الخرنق الضعيف فإنك عزيزي المربي في حاجة إلى تخفيف الخليط بمياه أقل بمرتين مما هو مذكور في ورقة تعليمات مسحوق حليب الصيدلية..

لبدء إرضاع الصغار بحليب الأطفال الصناعي يجب أن تتوفر أخي المربي على محقنة من سعة ( 10 مل ) وحلمة مطاطية تحاكي الحلمة الطبيعية لأنثى الأرنب المرضعة حيث توضع على صنبور المحقنة بعد نزع إبرتها، لا يمكن تحديد كمية الحليب المراد تقديمها للخرانق من المرة الأولى لهذا يترك الأمر للصغار لتأخد حصتها من تلقاء نفسها، ففي البداية تبدأ في امتصاص الحليب على مضض لذلك ينصح بتقسيم المعدل اليومي على 3 مرات وذلك لكي لا تتعب من الشرب أوتشرب كميات أكثر من المعدل الطبيعي من الوهلة الأولى، رغم معرفتنا بأن الرضاعة مرة واحدة إلى مرتين في اليوم تكون كافية لتغذية وإشباع حاضنة خرانق مكونة من 8 أفراد مثلا، فإنه من الجيد أن تتمكن الصغار من استهلاك كمية حليب تقارب 10 مل خلال الأيام الأولى لبدء عملية الرضاعة، مع مرور الوقت ستلاحظ أن الكمية المستهلكة تزداد ويبدو ذلك جليا من خلال ارتفاع الشهية عند الخرانق لتصل إلى معدل 20 مل من الحليب في اليوم خلال الأسبوع الأول وإلى 30 مل في اليوم خلال 20 يوم التي تلي يوم انطلاق العملية، بحلول نهاية الشهر يكون محببا إضافة القليل من فتات العلف المركب إلى الحليب وتقديمه للصغار الناجية لتتغذى عليه..

وتجدر الإشارة هنا إلى إمكانية إطعام الأرانب بحليب الأطفال حتى لو كانت الأم المرضعة تتوفر على حليب إلا أنه يكون غير كافي لإشباع الصغار، ويمكن للمربي ملاحظة ذلك من خلال ضعف نمو الخرانق ومظهر بطونهم المجعد أي أنهم في حاجة ماسة إلى إكسير الحياة (الحليب) الضامن لاستمرارهم في الحياة..

في الأخير أتوجه إليك أخي القارئ البطل بهذا السؤال الذي يقول: هل سبق لك أن اضطررت إلى إرضاع الخرانق المتخلى عنها أو تلك التي لا تتوفر أمهاتها على حليب رضاعة كافي؟ جاوبنا في تعليق على المقال إن أمكنك ذلك، شكرا لك ولحسن قراءتك للمقال والسلام عليك

~منير الدكالي